ليس كل مايتمناه المرء يدركه**تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن.
عندما أندلعت الحرب بين الحكومة اليمنية الشرعية والمليشيا اﻹنقلابية المتمثلة بالحوثيون والرئيس المخلوع ومن وراءهم بلاد فارس كان سبب إعلان اﻹنقلابيون للحرب هو الطعم الذي وضعه في السنارة الصياد الماهر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان يعلم كل صغيرة وكبيرة عن هؤلاء اﻹنقلابيون وكان يدرك بأن إعلان اليمن اﻹتحادي 6 أقاليم هو القشة التي ستقصم ظهر البعير، وفي المقابل هذا اﻹعلان قد أغبط كثير من المحافظات وخصوصآ المحافظات التي كانت تحت سيطرة الحكم الزيدي اﻹستبدادي العنصري، هنا شعر اﻹنقلابيون بخطورة موقفهم وإنتهاء حكمهم فبدأوا يتهيأون للحرب وقاموا بمحاصرة فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وبعض الوزراء وعندما أستطاع فخامة الرئيس اﻹفلات منهم وذهب إلى عدن فثارت ثائرتهم فلم يمهلوه سوى بضعة أسابيع حتى أستطاعوا الدخول إلى مدينة عدن بعد أن أخترقوا حاجز ال 10 ملايين نسمة الذين سمحوا لهم بالدخول إلى المحافظات الجنويية بكل يسر وسهولة، ولكن الرجل العربي اﻷصيل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان لهم بالمرصاد بمشاركة دول التحالف الذين لقنوهم درسآ لن ينسوه ماحيوا وتبعثرت أوراقهم وذهب مخططهم اﻹنقلابي أدراج الرياح، هنا شعر أبناء المناطق السنية الشمالية بقدوم الفرج والتحرر من العبودية بتفردهم بأقاليم تخصهم دون عبودية الزيود فبدأوا بالتحرك بداية من خلال خروجهم للتضاهر وبعدها محاربتهم للإنقلابيون، أما أبناء الجنوب فكانت أماني البعض تتمثل باﻹنفصال أو كما يسميها البعض إستعادة الدولة التي فرط بها البعض في العام 1990م والبعض اﻵخر يحلم بأن يقيم دولة الجنوب العربي بلا هوية وهؤلاء كانوا يحلموا بعودة السلاطين والسلطنات حالهم حال الزيود، وأما اﻹنقلابيون كانوا يبحثون عن دولة مركزية يحكموها هم أو على أقل تقدير إقليمين شمالي وجنوبي ليضمنوا لهم الحكم الذي ذهب من أياديهم حتى يعودوا للتسلط والهيمنة ومن جانب آخر يضمنوا منافذ بحرية وأيضآ أطماع أخرى تتعلق بجغرافية اليمن.
إذآ اﻷمنيات من جميع اﻷطراف كانت متمحورة مابين دولة مركزية وإقليمين وستة أقاليم وإستعادة دولة اليمن الديمقراطي وأخيرآ إعلان قيام دولة الجنوب العربي.
كل ماذكر آنفآ كانت وقائع من الزمن الماضي القريب وكذلك أماني كان يتمناها البعض أما التوقعات من خلال وقائع حصلت فهي تدحضها جميعآ وستدخل في نطاق بيت الشعر لأبو الطيب المتنبي ليس كل مايتمناه المرء يدركه...إلخ، بمامعناه السيناريو القادم في رأيي المتواضع وحسب المعطيات والوقائع التي حدثت وأيضآ ﻹنصاف الجميع هو بأن اليمن سيكون دولة إتحادية بثلاثة أقاليم، إقليم شمالي وإقليم جنوبي وإقليم وسط وهذا هو الحل الجذري للشعب اليمني وﻹيقاف اﻹقتتال ووقف نزيف الدم، فالزيود سيشعرون بأنهم حكام من جديد بإقليمهم الشمالي وإقليم الوسط سيشعر أبناءه بأنهم قد تحرروا من العبودية واﻹستبداد أما إقليم الجنوب وضعه يختلف تمامآ وبما أنه كان دولة ذات كيان وبسبب الضيم الظلم الذي مورس ضدهم وثرواتهم التي نهبت بسبب المتنفذين أبان حكم المخلوع العفاشي فسيكون لهم بعد بضع سنين حق اﻹستفتاء في تقرير المصير وهذا أدنى حق يمكن أن يوهب لهم، وهذا التقسيم سيضمن للجميع بعدم التناحر واﻹقتتال وإكتفاء كل إقليم بما يملك في إقليمه من ثروات ودون النظر بما يملكه اﻵخر كما قال المثل : سلكي بما تملكي ولا تجلسي تتحكحكي، كما جلس الرئيس المخلوع وزبانيته يتحكحكون قبل إعلان الوحدة وبعد تسليمه السلطة وبسبب حكحكتهم نزفت الدماء وزهقت اﻷرواح البريئة.
حسب ظني بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كان يرمي لهذا الحل منذو البداية ولكن كان توجسه بأن هذا الحل سيجد الكثير من المعارضين وسيموت في مهده وعندما أعلن الستة أقاليم كان يقصد جس نبض الشارع اليمني وكان بعدها سيعدل عن رأيه ولكن اﻹنقلابيون لم يمهلوه وفعلوا فعلتهم ولكن فعلتهم هذه أوصلتهم للحضيض وسترمي بهم في مزبلة التاريخ والوقائع اﻵنية تشهد.
بالنسبة لدول اﻹقليم الذين كانوا يريدون يمنآ هادئآ خالي من الصراعات سيؤمنون بأنه هذا الحل اﻷمثل ﻹستقرار المنطقة ولن يتوقفوا عند إيمانهم بل سيدعمون اليمن حتى يصل لمستوى يؤهلهم للإنظمام لمجلس التعاون الخليجي وبهذا سيكون اليمن الحصن الحصين لدول المجلس من اﻷطماع الأيرانية لكافة دول المجلس.
بقي لدينا أمر في غاية اﻷهمية بالنسبة لإقليم الجنوب وهو اﻷطماع التي يحلم بها من ينادي بإعلان دولة الجنوب العربي حتى يعود سلاطينهم لحكم سلطناتهم ونعود من جديد لما قبل اﻹستقلال يحكمنا السلاطين، فهل يدرك هؤلاء بأنه من المستحيل أن تعود السلطنات؟ ألا يدركون بأن السلطنات قد أنقرضت بسلاطينها كما أنقرضت الديناصورات منذو آلاف السنين؟ ولكنني أطمئنهم فإن عادت الديناصورات وشاهدناها بأم أعيننا فثقوا تمامآ بأنكم ستعودون سلاطين وستحكمونا وأيضآ ستحكمون الديناصورات وبدلآ من أن تركبون السيارات الفارهة ستركبون الديناصورات.
فكروا جيدآ أيها السلاطين وأعيدوا النظر ﻷحلامكم وإن كنتم تريدون الزعامة فعليكم أن تتريثوا قليلآ وقفوا مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ضحى بالغالي والنفيس ليس ﻷجل كرسي الرئاسة بل ﻷن ينتزع لكافة أبناء الشعب اليمني حرياتهم من الظلم واﻹستبداد التي كان يمارسها عليهم العفاشي المخلوع وهذا هو هدفه ومبتغاه ونحن على بعد خطوة من تحقيق هذا الحلم الذي كنا ننشده من عشرات السنين العجاف، إنني على يقين بأنه بمجرد أن تستتب اﻷوضاع ويعود اﻷمن واﻷمان في جميع أصقاع اليمن سيترجل فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من على كرسي السلطة وسيقدم إستقالته لإنه ليس لديه هوس السلطة كما سابقيه من الرؤساء والزعامات الذين كانوا يتشبثون بها وفي اﻷخير يورثونها ﻷنجالهم، وعندها من كان لديه منكم هوس السلطة يامن كنتم سلاطين أن يتقدم للترشيح لينال منصب الرئاسة وليس السلطنة التي أكل عليها الزمن وشرب، فلن تعود السلطنات حتى ولو دخل الجمل في سم الخياط، وأقول لكافة ابناء الشعب اليمني الذين كان مغلوب على أمرهم أصبروا وصابروا ورابطوا فالفرج آت لامحالة فثقوا بأن الله مع الصابرين وعليكم جميعآ أن ترفعوا أكف الضراعة إلى الله وتسألوه أن يلطف بكم وينصركم على أعدائكم فهو اللطيف العزيز.
وصلوا وسلموا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم...
علي هيثم الميسري