《 المعركة الأم 》

2015/09/09 الساعة 01:23 صباحاً
في هذه الأيام نعيش حالة ترقب للحظة التي سيرفع فيها فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي علم الجمهورية في جبال مران كما وعد الشعب اليمني في كلمته الشهيرة عندما أعلن توقف عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل، وهذه اللحظه التي نترقبها سيسبقها الكثير من الأحداث وأعني هنا العمليات القتالية التي سيعلن فيها فخامته ساعة الصفر لبدء هذه العمليات، وكنا على وشك أن نشاهد بدء هذه العمليات لولا عملية الغدر والخيانة التي تلقتها قوات التحالف والجيش اليمني في المؤخرة من مدينة بيحان محافظة شبوة من قبل الميليشيا اﻹنقلابية التي سقط فيها كثير من الشهداء وكان النصيب الأكبر لإخواننا من دولة الإمارات العربية المتحدة ويأتي بعدها المملكة العربية السعودية ودولة البحرين ومن أفراد الجيش اليمني، وكان هذا الحدث الأليم قد زرع فينا خيبة الأمل بعض الشيء للإستراتيجية العسكرية التي اتخذتها القيادة في سلطة القرار عندما توجهت لتحرير محافظة مأرب دون عمل اللازم لتأمين مؤخرة الألوية المشاركة في هذه المعركة والتي كانت مخيبة للآمال قبل أن تبدأ، فعلى سلطة القرار إتخاذ اللازم قبل أن تعلن ساعة الصفر لبدء عملية تحرير محافظة مأرب. في اليوم الذي جرت فيه روح الغدر والخيانة من بعض المندسين في صفوف الجيش المكلف في تحرير محافظة مأرب إلى يومنا هذا نسمع بأن هناك حشود عسكرية كبيرة لتعزيز القوات العسكرية المرابطة على مشارف محافظة مأرب وكذلك الدعم في العتاد العسكري ومن أحدث الأسلحة المختلفة، فكل ما يحصل الآن على الأرض من حشود سيزرع الرهبة والخوف في صفوف الميليشيا المتمردة، لذلك في تقديري بأن السيناريو القادم سيكون على النحو الآتي: بعد تحرير محافظة مأرب وأنني على ثقه بأنها ستتحرر بعدها ستتجه القوات لتحرير محافظة الجوف ومن ثم ستتمركز هذه القوات في مواقعها وستتريث، فإن سلمت الميليشيا المتمردة ووافقت على تنفيذ القرار الأممي 2216 بكافة بنوده فكفى المؤمنين شر القتال وإذا تكبرت وتجبرت تلك الميليشيا المتمردة ولم تنصاع للقرار الأممي فيعني ذلك ستبدأ الترتيبات للمعركة الأم وهي معركة صنعاء، وفي هذه الأثناء في تقديري ستكثف الميليشيا الإنقلابية من طلب الوساطات الدبلوماسية من أجل الحفاظ على ماء الوجه وكذلك الحفاظ على ما تبقى من عمران في محافظة صنعاء وهذا الرأي الأخير سيكون هو الأقرب للصواب، فنحن نعلم بأن الميليشيا الإنقلابية عندما تمردت على السلطة الشرعية ووصلت إلى الشعور بأنها هي الأقوى على الأرض إغترت في قوتها وسيطرتها ولم توافق على تنفيذ القرار الأممي بل كانت تحاول أن تفرض على الشرعية بعض المبادرات والشروط التي في كل بنودها تأتي في مصلحتها فقد كانت هذه المبادرات الغرض منها المراوغة حتى يتسنى لها أن تحسم الحرب وتبسط على جميع محافظات الجمهورية، ولكن عندما زلزلت الأرض من تحت أرجل تلك المليشيات تضاءل وإنكمش ذلك الغرور وبدأوا ينظرون إلى القرار الأممي بجدية وبدأوا يتنازلون شيئا فشيئا عن شروطهم التعجيزية حتى وصلوا لحالة من الإحباط وخيبة الأمل فوافقوا على تنفيذ القرار الأممي 2216 مع محاولة وضع شرطين بإستحياء وهما: إسقاط بند العقوبات عن زعمائهم الأربعة وهم عفاش ونجله والرجل الفارسي وشقيقه باﻹضافة إلى عدم عودة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لرئاسة الجمهورية وهم للأسف لا يؤمنون بأن فخامته كلما قال أمرا نفذه على أرض الواقع، فهو عندما قال كلمته الشهيرة سنرفع العلم في جبال مران فهو يعني ذلك، فمن كان يؤمن ومن كان لايؤمن في تحقيق هذا الأمر فعليه أن يترقب في هذه الأيام القادمة في تحقيق ما قاله فخامته من عدمه، والزمن القادم كفيل في إظهار هذه المقولة . كل ماذكر آنفا لن يتحقق إلا إذا أعادت القيادة السياسيه ترتيب أوراقها وركزت على تقييم أفراد القوات المسلحة وقاداتها العسكريين من ناحية الولاء، فكما نعلم بأن معظم الجيش اليمني كان مشخصن وولائه للرئيس المخلوع سيء الذكر وعائلته الفاسدة، ففي الأشهر القليلة الماضية سمعنا بأن بعض الألوية أعلنت ولائها للشرعية ومن ثم انقلبت فسقط الكثير من الضحايا بسبب هذا الولاء الفجائي الكاذب، فعلى القيادة السياسية ألا تجعل الوطن حقل تجارب فيسقط الكثير من الوطنيين من أفراد القوات المسلحة وأفراد قوات التحالف ضحايا لهذه التجارب كما حصل في ذلك اليوم عندما سقط الكثير من الضحايا بالصاروخ الذي إنطلق من مدينة بيحان من قبل قوات التمرد الإنقلابية، فياقيادتنا علينا أن نذكركم بأن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين وتحروا الدقة في إختيار القيادة الميدانية التي ستقود هذه العمليات العسكرية القادمة حتى يتأتى لكم النصر المؤزر . وفي الختام نسأل الله التي وسعت رحمته أن يتغمد الشهداء رحمته الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرير هذا الوطن الغالي وأخص بالذكر أولئك الشهداء الذين قضوا بصاروخ الغدر والخيانة وأسأل الله أن ينصر الشعب اليمني على عدوهم الغاشم ويحفظ لنا وطننا وديننا من براثن الانقلابيون وبلاد فارس ويجزي الله خيرآ دول التحالف على دعمها للشعب اليمني وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وأن ينعم على قيادتنا السياسية حسن التقدير والبصيرة إنه على كل شيء قدير .. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . علي هيثم الميسري