جاء اﻷخ نائف البكري محافظ محافظة عدن إلى المملكة العربية السعودية ليحلف اليمين الدستورية أمام فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وأحضر معه عدة ملفات خاصة بمحافظة عدن ليعرضها على رئيس الجمهورية وبعد أيام قلائل تفاجأنا بأنه تحول من محافظ لمحافظة عدن إلى وزيرآ للشباب والرياضة في ظل وضع مأزوم من جميع النواحي وخصوصآ في محافظة عدن، والسؤال الذي يطرح نفسه ماهو السر في إقالة اﻷخ نائف البكري من منصب محافظ محافظة عدن وفي خلال فترة وجيزة جدآ قوامها أربعة أشهر؟ فهل قذيفة اﻵربي جي وتبعاتها هي من قذفت به خارج المحافظة؟ أم أن هناك أمور خفية هي التي قذفت به خارج المحافظة؟ فإن كان لاتوجد أسباب حقيقية ومقنعة هي من أزاحته فلابد أن نعلن عن إعتراضنا بكل شفافية حول هذه اﻹقالة، وإعتراضنا يتمثل باﻵتي: لماذا لم يعطى لﻷخ نائف البكري المدة الكافية لإثبات كفاءته من عدمها في تولي هذا المنصب الذي لايقبل به إﻻ رجل شجاع لتوليه هذا المنصب في ظل هذه الضروف الصعبة، وماشجع اﻷخ نائف ليكون محافظآ لمحافظة عدن هو إجماع شبه كامل من أبناء محافظة عدن ﻷنه كان قريبآ منهم في أزمتهم أثناء حربهم مع اﻹنقلابيين خصوصآ ﻷفراد المقاومة الشعبية، فكان يعمل وكأنه في خلية نحل ويضع بصماته حيثما ذهب وأينما ولى، وكان يتنقل من جبهة إلى أخرى وكان لايبالي بقذائف المليشيا اﻹنقلابية ولم يألوا جهدآ ﻷيصال إحتياجات المقاومة الشعبية في جميع الجبهات وكان يجمع التبرعات من أبناء منطقته يافع ويوزعها لجميع المحتاجين دون محاباة.
أما عن أسباب اﻹقالة فيقال بأنه لم يكن قادرآ على ضبط الجوانب اﻹدارية ولم يكن حازمآ في المواقف التي تتطلب حزمآ وبقوة، ولكن حتى نكون منصفين علينا أن نقول لم يعطى له الزمن الكافي ﻹثبات الذات وإثبات قدراته في تسيير إحتياجات محافظة عدن بكل مديرياتها، ويكفي اﻷخ نائف البكري شرفآ بأنه أقيل وملفه نظيفآ ويده لم تتلطخ بالفساد ولايزال هو الشخصية المرغوبة من معظم أبناء محافظة عدن، ولكن يجب علينا أن نحترم قرار القيادة السياسية ولايسعنا إﻻ أن نقول لﻷخ نائف البكري نهنئك على تقلدك حقيبة وزارة الشباب والرياضة ونحن على يقين بأنك أهﻵ لها.
بقي لدينا أن نخوض فيمن يكون الشخص أو الرمز الذي يمتلك الصفات القيادية التي تؤهله في تولي منصب محافظ محافظة عدن..في رأيي المتواضع بأن يكون قوي الشخصية وأن يكون صاحب قرار ولاينتظر السلطات العليا أن تملي عليه أية إملاءات وأن يكون لديه القدرة على ضبط الجانب اﻹداري واﻷمني، وإن كان يمتلك من المال مايكفيه حتى لايسيل لعابه من اﻹستحواذ على المستحقات المالية الخاصة بالمحافظة، وإن كان ذو شخصية مرغوبة من أبناء عدن فلابأس، وأخيرآ أن يكون مشهود له بالنزاهة.
هناك عدة شخصيات تمتلك بعض من هذه الصفات فعلى سبيل المثال لا الحصر اﻷخ صلاح الشنفرة، الدكتور محمد حسين حلبوب، اﻷخ حسين علي باهميل، اﻷخ أحمد الميسري واﻷخ عبدالعزيز المفلحي، وهناك الكثير من الشخصيات الوطنية المؤهلة لتولي هذا المنصب ولكن لاتسعفني الذاكرة ﻷذكرهم جميعآ.
نحن نعلم بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لديه النظرة الثاقبة في تعيين الشخصية القادرة في تولي منصب محافظ محافظة عدن وهو أيضآ القادر على تجاوز هذه المعضلة واﻷيام القادمة ستبدي لنا قدرات فخامته وأيضآ ستكشف لنا كل اﻷلغاز المتعلقة بهذا الملف بما فيها أسباب إقالة اﻷخ نائف البكري وتعيينه وزيرآ للشباب والرياضة، وبدون أدنى شك سيكون مترقبآ كل من يهمه أمر هذه المحافظة الغالية على قلوبنا.
البعض من أصحاب العقول المهترئة والمصدية يقول بأن قرار إقالة اﻷخ نائف البكري من منصبه متعلق بمعارضة إحدى دول التحالف كونه كان ينتمي لحزب التجمع اليمني لﻹصلاح، فهل يحق ﻷي دولة أن تفرض على فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي قرار إقالة أو تعيين؟ أعتقد من يردد هذا الكلام أما أن يكون حاقدآ على فخامته أو أنه لايمتلك ولو ذرة من العقل.
علي هيثم الميسري