سيادة (الريس) قبل أن تختار محافظا تذكر .. عدن تحتاج ل(طبيب

2015/09/15 الساعة 05:32 صباحاً
) ..!!! كتب / ياسين الرضوان سأهمس في أذنيك سيادة الرئيس هادي، بعد أن زاد الجدل كثيراً، حتى فاض عن الحد المعقول، بشأن تولية محافظ لعدن، خلفا لنائف البكري المحسوب على حزب الإصلاح، ولا أخفيك سيادة الرئيس انزعاج الكثيرين من المنصفين لإقالة البكري الإصلاحي الذي نختلف معه، والذي لمس الناس بأيديهم حسن نواياه، وعمله الدؤوب على أرض الواقع، لقد أحرج الكثيرين ممن يناصبونه العدا حزبيا، بتسمرهم أمام صنيعه، لقد كان ذلك موقف المنصفين منه واعترافهم الصريح بدوره العملي الذي لم تخطئه عين، هذه مكاشفة صادقة يا سعادة الريس لأن القضية هي عدن، وعدن ليست كغيرها.. نقول هذا كله ليس حبا في البكري ولا في حزبه - الذي له موقف لا نحتمله كجنوبيين - حتى بعد استقالته منه؛ ولكن نقول ذلك بحق الإنصاف للرجل ولعدن، وحتى لا نساعد في تداول (سنة سيئة) ومساعدة في افساد من سيمتطي ظهر عدن في قادم الأيام، وذلك بأن نشرع منهجا ليأكل المحافظ الجديد وينهب ويسرق وأسرته ومن دار في فلكه، بحجة أن الوقت لا يكفي للعمل، بل يكفي ل(السرقة فقط)، ومعهم كل الحق - بمنطق اللصوصية طبعاً - أن يفكروا بهذه الطريقة المشينة، فيصبح التغيير أهوج وأعوج ويغرس سنة طعن عدن في خاصرتها، وهي التي نحبها أكثر من كل شيء في حياتنا.. سيادة الرئيس ليس معنى ان تعزل البكري هو أن تراضي ببديل (أعور أو فاسد متغطرس)، ولو كان من تلك المنطقة او ما حواليها، وعندما نقوم بتأصيل ما قلناه في الأعلى فإن معنى ذلك، حرصنا الشديد على ألا تخطئ الإختيار فتعود سوء اختياراتك عليك، وتضع نفسك على المحك، وتكون انت السيء لا من جلبته لعدن، إن لم يكن بديلاً مكافئا لنائف البكري كما يأمل الناس، ونظن أحسن الظن أن عدن تستحق أفضل من البكري لا أسوأ منه، وهذا الحديث إن لم نقله فلن ينفع البكري؛ لكنه سيضر عدن وهذا ما نرجوا أن تجاوزه.. حضرة الرئيس.. عدن اليوم مجروحة، ومكسورة، وضعيفة وليس لها جناح تحلق به، فنصب لها من يستحقها وأبناءها، من ينظر إليها (كحمل ثقيل)، وليس كمنصب يتبوؤه أحد أو يتفاخر فيه، عدن لا تزال فيها الجروح غائرة، وأبناؤها وأهلها ومحبوها، ولن يسامحك أحد إن أسأت ودها أو طلبت ذلها، ولا نظنك إلا محباً.. عدن على الأقل - هذه الأيام - تحتاج ل(طبيب ماهر وطاهر) يضمد جراحاتها العميقة والموغلة، عدن تحتاج لإنسان حقيقي يعرف ويؤمن ب(الإنسانية قولا وعمل)ا، ولا تحتاج إلى من يرش الملح على جراحها، يكفيها وأبناءها الدمار والقتل والتشريد ولون الكآبة الأسود، عدن لا تستحق كل هذا، عدن تحتاج إلى إنسان تتساقط دموعه؛ لشدة ما يراه من معاناة الناس البسطاء في شوارعها، عدن تحتاج إلى إنسان يبكي فرحا لأنه بدأ يقدم لعدن وأهلها شيئاً يهون عليهم من جراحاتهم ويفكهم من أحزانهم، كما يبكي فرحا وهو يساندها لتستعيد عافيتها، حتى إن خرج أو غادر من مسؤوليته تلك سيتذكر هو قبل الجميع، أن عدن (اختارته هو) ودون غيره في الزمن الأصعب، والذي كانت فيه كسيحة عرجاء، يحيطها الدمار والأوغاد من كل جانب، فأحاطها بالحب، ودللها بالعطف، وحفظها كما يحفظ الرجال - ذوي المعدن الأصيل - فتاة من الإنحراف، ولم يستغل ضعفها أو وقوعها في شراكه، وسيقول له الجميع حينها "يرحم البطن اللي حملتك"، وسيترحم كل من ذكر اسمه أمامه بكل الخير، وفوق كل هذا ستبتسم عدن وسيبتسم أهلها، من بعد الحزن، وهذا إنجاز كبير في مقاييس العظماء، ولن يبلغه إلا رجل استثنائي يعشق الحبيبة عدن وتعشقه..! عدن يا سعادة الرئيس .. تحتاج لمن يربت ويهدهد على ظهرها ويهون مصابها، يكفي عدن تلك السياط التي خلست وتخلس ظهرها حتى الآن، ويكفي أن يتوقف بعض الجنوبيون الغافلون والسادرون، عن غوغائيتهم، التي تساعد "الأعداء"، للوصول إلى مآربهم، بإثارة النعرات والمماحكات والمهاترات الجانبية لحساب شيء آخر، إن هناك - الآن - من يعبث بمدنكم، وبالأخص مدينة السلام الجريحة، ويعبث بأمن ومستقبل أولادكم، ألا فلنتنبهوا - فوراً - إلى ذلك، فقد لا ينفع الندم، وقد تفقدون كل شيء جميل عرفتموه منذ مولدكم، وستطردون مرة أخرى من عدن، فالوضع لا يحتمل أكثر من ذلك، ولنمنع الإنهيار، ولنتعض فلا ندري من سيقبل لجوءنا، نعم نقولها لنستشعر الخطر، فمن كان يظن أن سوريا وليبيا والعراق قبلهما ستسقط في المنحدر، هم كذلك كانوا مثلنا فلنتعض، ولنشعر بمسؤولياتنا..!! وإلى كل إخواننا في الجنوب.. نناشدكم الله بأعز ما تحبون رؤيته في بيوتكم العامرة، وأبنائكم المعافون، وأسركم الطيبة، أن تبتعدوا عن المناطقية الجهوية والملوثة والمقيتة والفئوية وأشبابهها، وأن تساعدوا بدلاً عن ذلك في اختيار من ترون فيه الإنسانية الحقة، والقيم والمبادئ، والالتزام بالعمل التنموي الدؤوب، دون النظر إلى خلفيته ما دام يحب عدن لله وفي الله وعلى الله، وأن يقبل أن يصبح (مجاهدا) برتبة محافظ، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يدمر، يجمع ولا يشتت، نرجوكم بحق عدن عليكم ونظنها غالية على قلوبكم، ولا نظنكم لها خاذلون أو عنها متغافلون..