اليوم وبعد مرور عام صعب بكل ماتعنيه الكلمة علينا كيمنيين ، في مختلف مناطقنا وأماكن تجمعاتنا داخل البلد وخارجه ، لانزال نقف مذهولين لهول ماحدث ، فما حدث كان مهولا جدا ، وكلنا يعلم هول الكارثة التي حلت بِنَا في ذلك اليوم وفي تلك اللحظة ، لحظة السقوط المهين الذي صدمنا فيه بمختلف شرائحنا واتجاهاتنا من كان يعتقد انه انتصر كان مذهولا ومن كتبت عليه الهزيمة كان ايضا أشد ذهولا وبين أولئك وأولئك ترنح الجميع يبحثون عن كلمة او عبارة ليس ليفهموا ماحدث فما حدث عصي على الفهم ولكن ليزيلوا الذهول الذي أحدق بهم واليوم وبعد مرور عام تعالوا بِنَا نحاول مرة اخرى النهوض والخروج من هذا المأزق الذي مازلنا فيه تعالوا بِنَا كينمنيين نعيد المحاولة لتخطي هذا الوضع الصعب الذي استنزف طاقاتنا واهدر إمكاناتنا وجعلنا أشبه مانكون بأشباح تطارد المجهول .
ان ماحدث في الفترة بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني في يناير 2014 كان المقدمة الحقيقية المحزنة للأحداث التي جرت فيما بعد فهذا المؤتمر الذي كان يظن الكثيرون انه فترة استراحة وترتيب أوراق ليس الا ، لتعاود بعده مراكز القوى تسلطها وتجبرها ، كشف هذا المؤتمر انه ليس كذلك واستطاع اليمنيون بعد تسعة أشهر من المحاورات والمحاولات والتنازلات ان يقتربوا من بعضهم البعض كأجمل مايكون وكان الأمل ان يفهم الجميع ان هذا المؤتمر لم يكن مهمته ان ينتصر البعض ويخسر اخرون ولكن كان همه ان ننتصر جميعا بجملة من التنازلات تفضي الى شراكة أقوى بين مكونات المجتمع الحزبية والاجتماعية والثقافية بمختلف مستوياتها ونمضي الى الامام نؤسس دولة جديدة ومؤسسات وطن حقيقية ترفع من شأن المواطن وتمده بالخدمات اللازمة والضرورية التي تعطي لهذه الدولة المشروعية الحقيقية عند هذا المواطن ، ولكن حدث ماكان البعض يتوقعه ان تمترس الطغاة في مواقعهم وانضم اليهم اخرون من الذين لم يستوعبوا ان التغيير يجب ان يكون لمصلحة هذا المواطن البسيط وليس لصالح مسميات اجتماعية وحزبية ومراكز نفوذ قد سئمنا منها جميعا .
لم يفهم أولئك الذين طلب منهم ان ان يناضلوا سلميا كيف شاؤوا في حدود القانون الذي نرتضيه جميعا مغزى اننا نبحث عن دولة قانون ، لم يفهم أولئك الذين طلب منهم ان يساعدوا في اعادة هيكلة مؤسساتهم ماكان الأغلبية من أبناء شعبنا يطمحوا اليه ان تكون هذه المؤسسات يحكمها النظام والقانون لا الأشخاص وأقرباءهم ، ولم يفهم أولئك الذين طلب منهم ان يتنازلوا عن بعض افكارهم في المركزية الشديدة وفي الاحتكار المطلق للقرار ان هذا سيحميهم ويخدم ابناءهم وأبناء الوطن من بعدهم ، ولم يفهم بعض من شارك في رفض الاستبداد اننا كشعب لن نسمح بمستبعد جديد .
اجتمع كل هؤلاء المتمترسون تحت مظلة الاستبداد ورفض التغيير وتلاشت الفواصل التي كانت تفصل بينهم بمسميات شتى وجمعهم رفضهم لمخرجات الحوار الوطني تحت مظلة واحدة ورأينا كيف تحالف الجلاد والضحية بعد مؤتمر الحوار برفضهم لمخرجات وتقديم التنازلات ، راينا كيف أجتمع المتناقضون سياسيا واعلاميا في اتجاه واحد وتحت مظلة سلالية ظالمة ، رأينا طغيانهم يقارع حقنا في الحياة رأينا سيوفهم تلمع في وجوهنا جميعا ، وكان الانقلاب المشؤوم الذي لم يكن ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي بصفته رئيس كل اليمنيين ولكن كان ضد الكل ولم يسلم من انقلابهم احد ، لا الصغار ولا الكبار لا المدن ولا القرى ولا البعيد ولا القريب ، وشرعوا يجتاحون كل شيء أمامهم ولم يتركوا وراءهم الا الدماء والضحايا والخراب والدمار الذي امتد في تلك اللحظة حتى الى دول الإقليم وكان ماكان .
واليوم علينا كافّة ان نغادر حالة الذهول التي نعيشها ، علينا ان نفهم ان ماحققناه في الحوار الوطني منجزا وطنيا رائعا نحرص عليه ونطوره ، علينا ان نستمر في تقديم التنازلات بَعضُنَا لبعض ، علينا عدم مهادنة الاستبداد بكل مسمياته ، علينا ان نستفيد من دعم الإقليم لنا وسرعة ترتيب صفوفنا ، وحينها نعلم اننا ننتصر ونطوي صفحة لاستبداد والانقلاب الى الأبد .
محافظ عدن السابق
م / وحيد على رشيد