خلف الحربي
من بين أكوام القمامة التي تملأ شوارع بيروت خرج علينا حسن نصر الله مطالبا بدور إيراني في موسم الحج!.. هكذا وبكل بساطة يتحدث رجل إيران الذي حول لبنان إلى بلد عاجز حتى عن رفع أوساخه من الطريق، عن تنظيم أكبر تجمع بشري سنوي في هذا العالم.
لو شاهد أبو قمامة فيلما وثائقيا عن جهود شركات التنظيف في موسم الحج لعلم أن المسألة أكبر منه بكثير وأكبر من إيران طبعا وربما أحتاج هو والإيرانيون إلى مساعدة أشقائهم الروس لرفع القمائم من الطريق، ونحن نتحداه في مشاريع النظافة فقط لأن تنظيم الحج وخدمة ضيوف الرحمن مسألة تفوق كل حساباته الفارسية كما أنها شرف ورثه أهل هذه الأرض من أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام ويستحيل أن يتنازلوا عنه لمن قتل أطفال سوريا وباع وطنه ودينه وإنسانيته وعروبته من أجل الحفاظ على كرسي بشار الأسد.
نعم نحن نواجه في بعض السنوات حوادث مؤسفة أثناء تنظيم موسم الحج وعلينا مسؤولية تاريخية في مراجعة الأخطاء البشرية إن وجدت وقد فعلنا ذلك أكثر من مرة، كما أننا نقبل النصائح ونستعين بأهم الخبراء في العالم من أجل تطوير خبراتنا في إدارة الحشود البشرية الهائلة ولكننا لسنا سذجا كي نستمع إلى قمامات رجل شارك في قتل مئات الآلاف من السوريين ويتباكى اليوم على بضعة مئات من الحجيج توفاهم الله في حادث هو في أول الأمر وآخره قضاء وقدر ويمكن أن يحدث أكبر منه في أي مكان في العالم.
لو كان لحسن نصر الله وحزبه المجرم أدنى دور في تنظيم الحج (إزالة القمامة مثلا) لقضى يومه على الجوال مع قاسم سليماني في طهران، وكلما واجه مشكلة ردد عبارته الحائرة على الجوال: (كيفك جنرال.. شو بدنا نعمل؟)، لذلك ننصحه بصدق أن يبقى في مخبأه في الضاحية ويبحث عن حلول مبتكرة لتخليص المدينة التي يعيش فيها من أكوام القمامة التي زكمت الأنوف في ذلك البلد الذي كان جوهرة الشرق قبل أن يصبح هذا الرجل صاحب الكلمة العليا فيه.