محمود الصبيحي ...الدولة المخطوفة

2015/09/28 الساعة 11:22 صباحاً
الكتابة عن الرجال مهمة غاية في الصعوبة ليس في الأحرف والمفردات ولكن في إيفاء الرجال حقوقهم وعلى وجه الخصوص عندما نكتب عن رجال نحبهم ونجلهم ونحترمهم مثل القائد محمود الصبيحي هذا الرجل الذي عرفته عن قرب خلال السنين القليلة الماضية وكنت قبلها اسمع عنه وعن خصاله الرجولية وهو لايزال بعيدا عن المهام الرسمية الكبيرة التي كلّف بها خلال السنين الماضية قائدا لمحور العند وبعدها قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة وأخيرا وزيرا للدفاع . وكان تواصلي معه مستمرا حتى استهدف بذلك العمل الدنيء . هذا الرجل يشعرك منذ اللحظة الاولى التي تلقاه فيها انك امام رجل دولة بكل المعاني التي نبحث عنها اليوم ، تأهيلا كفاءة اقتدارا، تواضعا نزاهة وشجاعة ، وما اندر هذه الصفات اليوم ان نجدها في قالب وطني يمنحنا الدولة التي نبحث عنها . كانت تحت إمرة هذا الرجل القائد في هذه الفترات ألوية عديدة وكتائب كثيرة بالاف الافراد وكان الاجماع سائدا على ان هذا الرجل رجل يملأ المكان الذي يوضع فيه من خلال مؤهلاته وكفاءته التي كانت تعكس قدراته القيادية والتي انجزت لنا كيمنيين في ظل الظروف الصعبة التي عشناها ، انتصارات كبيرة في لحج وأبين انعكست بشكل مباشر على الاوضاع في محافظة عدن خلال السنين القريبة الماضية كان هذا الرجل وهو يجد ويجتهد في تنفيذ المهام المكلف بها يبحث عن دور الدولة ومؤسساتها مبتعدا عن الأدوار الشخصية والأمجاد الانانية ولهذا كان من القلائل الذين ميزهم تواضعهم ، تجده في المكتب والميدان لأتكاد تميزه الا بتواضعه واصراره على تنفيذ المهام المكلف بها الجميع بموجب الخطط المرسومة وكلنا يعلم ان هذه الخصال يندر وجودها في مؤسساتنا الكبرى ولهذا تلاشت هيبة هذا المؤسسات لانها لا تمثل الدولة بمشروعيتها الفنية والوطنية التي نبحث عنها . احب هذا الرجل صغار الضباط قبل كبارهم وصف الضباط والجنود بل وأحبه الناس من حوله لنزاهته وشجاعته وهذه صفات يبحث عنها اصحاب الملايين والمليارات ولا يصلون اليها ولكن فتى الصبيحة الأسمر كان هذا معدنه وكانت تلك تربيته فحصد حب الناس دون ان يدفع دينارا او ريالا . كان الرجل رجل القرارات المهمة والصعبة التي لايقدر عليها الا القليل من القيادات فكم عرفنا من القيادات الذين لم يكونوا الا قيادات هنجمة وعندما يتطلب الامر القرار الصعب لاتجدهم . كان رجل الصفوف الاولى في تنفيذ المهام سواء كانت هذه المهمة صغيرة او كبيرة هينة او خطيرة ، لا تشعر الا انه رجل تنفيذ المهام رغم انه كان ينتقد بعض الأحيان لهذا السلوك ، ولكنه ظل مصرا على اداء واجباته في مختلف الميادين سواء المهنية او العامة لشعوره اننا في وضع خطير وانه من موقعه كرجل دولة بإمكانه إنجاز الكثير . هذه بعض الصفات التي نفتقدها اليوم في قياداتنا ومؤسساتنا وهذ هو مكمن الداء الذي تعاني منه الدولة في مختلف مفاصلها وإداراتها ولهذا نبحث عن الدولة ودورها في حياتنا وخدماتنا فلا نجده . ان استهدف هذا القائد البطل اكثر من مرة بالرصاص والمطاردات والخطف ، نعلم اليوم جميعنا انها لم تكن استهدافا لشخص هذا القائد البطل وإنما هي استهداف لكل مظاهر الدولة التي نبحث عنها جميعا في الكفاءة والنزاهة والشجاعة والتخطيط والتنفيذ بما يعكس ان هذه الدولة هي دولتنا جميعا، ولنعلم جميعا اليوم ان المخطوف ليس محمود الصبيحي وزملاؤه ولكن الدولة التي نرجوها ونبحث عنها هي المخطوفة ، وليعلم خاطفوه انهم يلعبون بالنار وان مثل هذا الرجل ليس مكانه السجن والاحتجاز بل التكريم والتمكين . نقول للخاطفين لن تنعمون بالامن والاستقرار ولا الحرية والعدالة ولا الاقتصاد والتنمية والدولة مخطوفة ورجالها مغيبون وواجبنا اليوم جميعا ان نكون اوفياء مع هذا الرجل ومع هذا النموذج الفذ لرجل الدولة برفع الصوت بمختلف الفعاليات والمطالبة بإطلاق سراحه وجميع المخطوفين لتعود للدولة هيبتها ويصل المواطن الى حقوقه ونستطل آمنين في ظل النظام والقانون . م / وحيد علي رشيد محافظ عدن السابق