كانت أنظارنا جميعاً تجاه مأرب أو مايسمى معركة تحرير مأرب بما فيها أنظار القنوات الفضائية المهتمة بالشأن اليمني، فخلال الأسابيع الماضية حُشدت الحشود صوب مأرب بقيادة رئيس هيئة الأركان اللواء المقدشي وكان تعداد المقاتلين يُعد بالآلاف بما فيهم قيادات ألوية وأضف إلى ذٰلك مشاركة قوات التحالف في هذه المعركة ناهيك عن المقاومة الشعبية المرابطة في مأرب، وقد وعد اللواء المقدشي في مقابلة تلفزيونية بتحرير محافظة مأرب من فلول الإنقلابيين في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، ولم نرى أو نسمع إلا بتحرير سد مأرب قبل حوالي يومين، أما في الجانب الآخر وبالتحديد من جهة باب المندب وجزيرة ميون فبين عشية وضحاها أستطاع المقاتلون الجنوبيون تحرير باب المندب وجزيرة ميون وبمساعدة مجموعة من القوات الإماراتية وطائرات الأباتشي، أما فيما يتعلق بأبطال معركة التحرير فقد شارك فيها كلاً من العميد ركن أحمد محمد نعيم الصبيحي قائد خفر السواحل والعميد أحمد عبدالله الصبيحي قائد اللواء الثالث واللواء أحمد سيف اليافعي قائد المنطقة الرابعة ، وكان في مقدمتهم أفراد من الجيش الوطني وأبطال المقاومة الشعبية في الصبيحة ومجموعة من أبطال المقاومة الشعبية في مدينة عدن، وقد سطر هؤلاء الأبطال ملحمة تُدرّس في كتب تاريخ المعارك على مرّ الأزمان، أما عن حال الإنقلابيون لصوص السلطة فقد كان يُرثى له عندما أدبروا هاربين كالجرذان، وقد سيطر هؤلاء الأبطال المشاركين في هٰذه المعركة على جزيرة ميون ومضيق باب المندب واللواء 17 مشاه، أما في هذه الأثناء فلازالت تلك القوة الضاربة بعتادها تراوح مكانها منذو أسابيع على حدود محافظة مأرب يعني ذلك إن صح القول لازالت محلك سر.
ثمة فرق بين القوتين فالقوة التي حررت مضيق باب المندب وجزيرة ميون تعدادها ٢٥٪ من تعداد تلك القوة التي لازالت مرابطة على حدود محافظة مأرب والتي يقودها ذٰلك البطل المغوار المسمى باللواء المقدشي أما بالنسبة للعتاد الحربي فحدث ولا حرج، ولكن الفرق الجوهري بين تلك القوتين هو أن أفراد قوة تحرير مأرب التي لم تتحرر بعد لايمتلكون ولو جزء يسير من وطنية وشجاعة وإقدام أولئك الأبطال الذين حرروا جزيرة ميون وباب المندب بغمضة عين.. قال الله تعالى (( كم من فئةٍ قليلةِ غلبت فئةً كثيرةً بإذنِ الله واللهُ مع الصابرين )).. صدق الله العظيم، فالعبرة ليست بالكثرة ولكن العبرة في الشجاعة والإقدام.
هل ينتظر أولئك المتخاذلون أن يأتوا أبطال المقاومة الشعبية الجنوبية ليحرروا مناطقهم، كلا وألف كلا فمن كان ينشد الحرية فليرمي ثوب الجبن ويرتدي ثوب الشجاعة ويحمل سلاح من الأسلحة المكدسة في منطقته وليذهب إلى أرض المعركة، فياأيها المتخاذلون مع قليل من الشجاعة التي يمتلكها أبطال الجنوب ستنتصرون على عدوكم..أيها المتخاذلون إلى متى سننتظركم لتحرروا أراضيكم المغتصبة حتى تقوم الدولة.. أيها المتخاذلون إنزعوا من قلوبكم الخوف والخضوع حتى تستردوا إنسانيتكم المسلوبة، إن لم تستردوها أنتم بسواعدكم فلن يستردها لكم أحداً غيركم.
بعد هذه الملحمة التاريخية والتي فيها تحررت جزيرة ميون وباب المندب وسقوط اللواء 17 مشاه بيد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سنرى أبطال الفيسبوك والتويتر يطلون برؤوسهم وينسبون هذا الإنتصار لأبناء منطقتهم كما فعلوا في معركة تحربر عدن عندما أطلقوا العنان لأقلامهم وألسنتهم وقالوا بأن الفضل يعود لهم في تحرير عدن متناسين بأن أبناء منطقتهم لازالوا إلى يومنا هذا وهم يتدربون في منطقتهم ومتناسين أيضاً بأنهم لايفقهون شيئاً في القتال ومتناسين أيضاً متى آخر معركة خاضوها إن كانت ثمة معركة خاضوها.. وحتى نكون منصفين أكثر فيجب علينا أن نشهد بأنهم أبطال مغاوير لايضاهيهم أحداً ولكن فقط على الفيس بوك والتويتر وجميع مواقع التواصل الإجتماعي.. تبت أياديكم بما كتبت وتبت ألسنتكم بما نطقت.. والله إنكم لأنتم أعداء الجنوب التاريخيين، فلقد طفح الكيل منكم ومن عصاكم التي تحاول أن تشق صفنا الجنوبي.
علي هيثم الميسري