يبدو أن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أخيراً وجد ضالته التي فقدها حيناً من الزمن، فعندما أصدر قراره الجمهوري بتعيين اللواء ركن جعفر محمد سعد محافظاً لمحافظة عدن أدرك قبلها بأن هذه المحافظة لن تعود للحياة من جديد إِلَّا إذا ضُرب من يعبث فيها بيد من حديد، وهاهو الرجل الذي يمتلك اليد الحديدية قد جاء ليمسك زمام الأمور ويضرب بيد من حديد لكل من تُسوّل له نفسه العبث بهذه المحافظة المكلومة التي تصارع عليها أبناءها، حتى أبناء الجيران جاءوا لتصفية حساباتهم فيها، بل قدِِمَ إليها الكثير من أبناء الجيران ليحكموها ويتنافسوا على المناصب الريادية فيها وكأنها إمرأةً عقيم لا أبناء لها، إنه العجب العجاب حينما تسمع من بعض الجهلة والمتسلقين بأن القائد فلان إبنُ فلان قائد المقاومة في مدينة الضالع هو الأجدر بأن يكون محافظاً لمحافظة عدن، أو القائد الفلاني قائد المقاومة في مدينة الضالع هو الأنسب لمنصب مدير أمن محافظة عدن وكأن محافظة عدن خلفتها إناث دون الرجال، وحينما تتحرى عن هؤلاء تجد البعض منهم ليس له تاريخ نضالي أو أن يكون أحد الشخصيات المعروفة والبعض الآخر منهم له تاريخ عظيم ولكن تاريخه هذا ملطخ بالدماء ففي رقبته الكثير من الأرواح البريئة والتي أُخذت على حين غفلة، والغريب بأن هؤلاء الجهلة يدركون تماماً بأن من رشحوهم لتلك المناصب غير معترفين بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، فبأي عقل يعيشون هؤلاء القوم؟
قرار تعيين محافظ محافظة عدن جاء متأخراً بعض الشيء، فقد كان من الأحرى على فخامة الرئيس إصدار هذا القرار بنفس اليوم الذي أعلن فيه قرار إقالة المحافظ السابق، والفترة الزمنية التي ظلت فيها محافظة عدن دون محافظ من وراءها سرٌّ كبير لاسيما بأن اللواء ركن جعفر محمد سعد كان أمام ناظريِّ فخامة الرئيس طوال هذه الفترة، أما فيما يتعلق بالأخ جعفر محمد سعد فأِنه وحسب رأيي المتواضع هو الرجل المناسب في المكان المناسب، فقد كان اللواء ركن جعفر محمد سعد قائد معركة غضب عدن وكان هو نفسه من خطط لهذه المعركة وبمعنى آخر هو مهندس هذه المعركة.
أخي اللواء ركن جعفر محمد سعد تنتظرك مهمة عظمى وعظمتها بقدر جبال شمسان وردفان، ومهمتك القادمة أصعب بكثير من مهمة معركة تحرير عدن، فأنت إنتصرت على أعداء عدن الذين جاءوا من خارجها وبقيٓ لديك الأصعب وهو كيف تحافظ على هذا الإنتصار وكيف تحافظ على عدن من أعدائها المتواجدون في الداخل وهم عملاء المخلوع علي عبدالله صالح.
الأخ اللواء ركن جعفر محمد سعد أنت الآن في المحك وبحوزتك أمانة سلّمها لك فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وهي محافظة عدن والأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت والتي إن لم تنتبه لها فستقصم ظهرك وستسقط عدن من جديد وهذه المرة سقوطها سيكون من الداخل، فعليك ياأخي العزيز أن تتحرى الحيطة والحذر في قادم الأيام وتؤمن عدن غاية التأمين لاسيما من جميع منافذها، فهناك مليونية بمناسبة ذكرى ١٤ أكتوبر المجيدة والذين ينادون لهذه المليونية هم من بعض قيادات الحراك الجنوبي المدعومين من المخلوع علي عبدالله صالح وكذلك من قيادات جنوبية الذين باعوا الجنوب في العام ١٩٩٠م.
أخي العزيز جعفر لن أزايد عليك وعلى قدراتك فأنت القائد المحنك ولكن أسمح لي أن أدلو بدلوي وأعطيك رأيي وهو أن تعمل نقاط تفتيش في جميع المنافذ المؤدية إلى عدن ويُفتش كل من يدخل إليها وعلى الأخص السيارات تُفتّش تفتيش دقيق ومن خلال أجهزة كشف السلاح، والرأي الأصوب أن تُبلَّغ فخامة رئيس الجمهورية بإصدار أوامره لجميع محافظي الجمهورية بأن يتم الإحتفال في كل محافظة أي بمعنى كل مواطني المحافظات أن يحتفلوا بهذه الإحتفالية كُلٍّ في محافظته.
أخي جعفر محمد سعد محافظة عدن أمانة في عنقك ومعركتك فيها أن تكون أو لا تكون فعدو الجنوب القادم من أبناء الجنوب الذين يريدون إفشال مشروع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الخاص بالجنوب حتى لايُنسب إليه نجاح مشروع إعادة الجنوب إلى أبنائه وفخامة الرئيس لم يوكل إليك هذه المهمة إِلَّا بثقته بك وبقدراتك على إستتباب الأمن في محافظة عدن.
وأخيراً أسأل الله جلّت قدرته أن يعينك على هذه المهمة الصعبة وأن يبعث في نفسك التوكل عليه فهو خير مُعين، وثق تماماً إن تمسكت بالله فسيكون لك العون والمدد وسيبعد عنك كيد الكائدين، والله يوفقك لما فيه خير لعدن وأبنائها.
علي هيثم الميسري